وفد مركز الملك سلمان للإغاثة يشارك في مؤتمر دولي عن التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن
التاريخ:
2018/09/22
المصدر:
مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية

شارك وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية برئاسة المتحدث الرسمي للمركز الدكتور سامر بن عبدالله الجطيلي أمس الجمعة في مؤتمر اليمن "تحديات الحل السياسي والعمل الإنساني وإعادة البناء والاستقرار " الذي نظمته الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالشراكة مع الحكومة اليمنية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وبمشاركة ممثلين عن الدول التسعة عشر الراعية للعملية السياسية، ومندوبي المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالشؤون الانسانية والتنموية.
وقال الدكتور سامر الجطيلي إن من أبرز التحديات التي تواجه العمل الإنساني في اليمن هي حوادث الاستيلاء والنهب من قبل الميلشيات الحوثية المسلحة على السفن والقوافل الإغاثية وشاحنات المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى الاعتداءات على المنظمات الأممية والدولية والعاملين فيها كما حصل في صنعاء وتعز وحجة والحديدة وإب وعدن وبقية المدن اليمنية.
وركز الجطيلي على الوضع الإنساني السيئ في اليمن قبل عام 2014م وفق تقارير الأمم المتحدة، موضحًا أن اليمن كان يعاني ضعف البنى التحتية وسوء الخدمات الصحية وارتفاع الاحتياج الإنساني في الغذاء والرعاية الصحية وسوء التغذية لدى الأطفال.
وبين أن الميليشيات الحوثية تعطل الجهود الإنسانية، وتستهدف الأحياء السكنية، والمساعدات وطواقم العمل الإنساني، وتستخدم الأطفال دروعًا بشرية في الصراع المسلح في جريمة محرمة دوليًا، وتستعمل أسلحة مضادة للطائرات في المواقع المدنية.
وتابع أن المركز يتابع بقلق شديد اضطرار منظمات دولية إلى إجلاء موظفيها بعد تزايد المخاوف الأمنية في صنعاء، وسط تنامي عمليات تصفية معارضي الميليشيات والاشتباكات المسلحة، وأنه يتابع أيضاً التقارير الدولية التي أشارت إلى اقتحام المدارس ودور تجمع الأطفال لهدف تجنيدهم والزج بهم في ساحات الصراع، داعياً المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن إلى رصد الانتهاكات وإعداد التقارير حولها واتخاذ ما يلزم. وأكد الدكتور سامر الجطيلي أن المركز ينفذ مبادرات نوعية للتغلب على الصعوبات التي تعترض سبل تقديم العون للشعب اليمني وينفذ مشاريع وبرامج إنسانية وإغاثية في مختلف القطاعات .
وأضاف أن التوجيهات الكريمة صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، بإنشاء المركز في عام 2015م، ليكون مختصًا بتقديم البرامج الإنسانية والإغاثية المتنوعة وفقاً للأهداف والمبادئ الإنسانية النبيلة.
وتمكن المركز حتى اليوم من تنفيذ 457 مشروعًا شملت 42 دولة حول العالم، حظي اليمن فيها بالنصيب الأكبر، حيث وصلت المشروعات المنفذة فيه إلى 277 مشروعًا شملت قطاعات الأمن الغذائي والإصحاح البيئي والمياه، ومشروعات مخصصة للمرأة والطفل، فضلاً عن دعم البنك المركزي اليمني واللاجئين ومكافحة وباء الكوليرا وغيرها.
وأفاد الجطيلي أن المركز يراعي في برامجه تطبيق مبدأ المعايير والقوانين الدولية الإنسانية وتقديم المساعدة دون تمييز، مشيرًا إلى تنفيذ المركز لبرنامج نوعي لإعادة وتأهيل الأطفال اليمنيين الذين جندتهم ميليشيات الحوثي وجعلتهم دروعًا بشرية، حيث إن المركز ينفذ حالياً برنامجاً لتأهيل 2000 طفل وقدم لهم الرعاية ودمجهم في المجتمع من خلال تقديم دورات وبرامج اجتماعية ونفسية وثقافية ورياضية، إضافة إلى تقديم برامج توعوية لأسر الأطفال عن المخاطر النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها الأطفال المجندون.
وتناول المتحدث الرسمي لمركز الملك سلمان للإغاثة في هذا الخصوص إنشاء المركز مراكز للأطراف الصناعية في مأرب ومستشفيات المملكة بالحد الجنوبي وكذلك بعدن لتركيب أطراف جديدة للذين فقدوا أطرافهم إثر تعرضهم لانفجارات الألغام العشوائية التي زرعها الحوثيون في المناطق الآهلة بالسكان.
وأشار الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني إلى الدعم المادي الذي قدمته دول المجلس لتمويل خطة الاستجابة الأممية لإغاثة اليمن للعام الحالي، حيث قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة 500 مليون دولار، وقدمت المملكة العربية السعودية 500 مليون دولار، كما قدمت دولة الكويت 250 مليون دولار.
وأكد الزياني أن دول المجلس قد أولت اهتماماً كبيراً بمرحلة ما بعد استعادة الدولة وإحلال الأمن والسلم في اليمن، وهو ما تجسد في التوجيه السامي لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس - حفظهم الله ورعاهم - في القمة (36) التي انعقدت في ديسمبر 2015م، بالتوجيه للإعداد لمؤتمر دولي لإعمار اليمن، ووضع برنامج عملي لتأهيل الاقتصاد اليمني وتسهيل اندماجه مع الاقتصاد الخليجي، مشيراً إلى أنه تحضيراً لتنفيذ القرار السامي المشار إليه نظمت الأمانة العامة لمجلس التعاون ورشتي عمل بمشاركة كبار المانحين والأمم المتحدة تمهيداً لاستضافة المؤتمر الدولي لإعمار اليمن حال تحقيق السلام.
وأوصى المشاركون في ختام أعمال المؤتمر بأن تكون هناك منصة للمعنيين بالعمل الإنساني في اليمن لكي يتبادلوا من خلالها المعلومات المختلفة التي تساعدهم في التغلب على التحديات التي تحيط بالعمل الإنساني وإعادة البناء والاستقرار في اليمن.